تاريخ

من ذاكرة مدينة اعزاز

من ذاكرة مدينة اعزاز:

 في اليوم الذي استفاقت به المدينة على توتر بين تنظيم الدولة – داعش – ولواء عاصفة الشمال.

بعد أن انتهت معركة مطار منغّ بداية آب من عام ٢٠١٣، احتكر التنظيم كافة الغنائم وبدأ تصعيد تحركاته في المنطقة حيث شهدت مدينة اعزاز أربع حالاتٍ لتوترٍ بين لواء عاصفة الشمال الفصيل الذي يعد مسؤولاً عن المدينة وبين تنظيم الدولة الذي كان يتّخذ من مبنى المالية مقراً له وسط المدينة، وهذا المقرّ كان التنظيم يدعي أنه دعويّ، ويقع في مبنى مشفى النسائية والأطفال حالياً.

استمرت التوترات حتى تاريخ ١٩/٩/٢٠١٣ حين هاجم التنظيم المشفى الأهلي في اعزاز بدعوى وجود طبيب ألماني يصوّر عناصره، واشتبك مع حامية المشفى التي منعت التنظيم من اعتقال الطبيب، فاستدعى التنظيم قواته من ريف حلب الشمالي وبدأ عملية السيطرة على مقرّات الجيش الحر واحداً تلو الآخر رغم تعهده بعدم فعل ذلك.

لم يقاتل الجيش الحر في هذا اليوم في المدينة بسبب اتفاق لتجميد القتال الذي لم يحترمه داعش حيث قتل التنظيم في ذاك اليوم صبحي دربالة أحد قادة لواء عاصفة الشمال الميدانيين ومن أبرز المشاركين بمعركة مطار منغ، كما قتل الاعلامي عمر حاجولة ” حازم العزيزي” أحد أبرز ناشطي حلب وريفها ومدير المكتب الاعلامي للواء عاصفة الشمال.

توغّل التنظيم في الساعة الحادية عشر صباحاً في المدينة وسيطر على شعبة الحزب من ثم مقرّ المجمع التربوي.

وهاجم عناصر التنظيم مكتب اعزاز الاعلامي وصادرو محتوياته واعتقلو أربع إعلاميين فيه وهم ” محمد عموري – سامر خليل – عبد القادر ابو يوسف- خالد دربالة” بالإضافة لاعتقال ثلاثين مقاتلاً في المدينة ممن القوا السلاح ولم يقاتلو بسبب إعلان الهدنة وتجميد القتال.

ساعاتٍ واعلن التنظيم عن سيطرته على المدينة دون قتالٍ يذكر، وبدأ بترتيب عشراتٍ من الاتهامات لخصومه في المدينة فيما يتعلق بالأمور العسكرية والإدارية والمدنية.

وقام التنظيم بفتح مستودعات للإغاثة وقام بتوزيعها مباشرة في المدينة لكسب شعبيةٍ وسط الأهالي، وكانت تلك المواد هي حصّة عشرات القرى حول المدينة حسب جداول توزيع تمتدّ لشهور.

انتهى ذاك اليوم وفشلت كافة محاولات الصلح وإعادة الحقوق، فقام التنظيم بنقل المعتقلين من مقره بمدينة اعزاز لبلدة ماير حيث كان يتمركز.

فشلت بعدها كل المحاولات لعدم الاصطدام واعلن التنظيم حرباً مفتوحة ضدّ عاصفة الشمال ولم يطلق سراح إلّا عشر أشخاص من أصل ٣٠ كانوا في معتقلاته بينهم إعلاميون، ولايزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.

حكم تنظيم الدولة- داعش – مدينة اعزاز حتى تاريخ ٢٨-٢-٢٠١٤ وخرج منها بانسحاب شامل من مناطق حلب وإدلب. ولايزال المعتقلون حتى اليوم في مصيرٍ مجهول رغم انتهاء سيطرة التنظيم عسكرياً في سوريا والعراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق