تاريخ

منّغ، معركة الحسم على أبواب المطار

في ذكرى تحرير مطار منّغ العسكري.

5/8/2013 ليلة القدر عند الساعة العاشرة مساءً وعلى قبضات اللاسكلي بصوت ممزوج بالبكاء والفرح:
“مطار منّغ صديق بالكامل..الله أكبر..المطار تحرر يا شباب”

كانت معركة مطار منغ ليست كبقية معارك حلب وريفها، نظراً لتمركز حواجز النظام والقوات المنسحبة من مدن وقرى الريف الحلبي في محيط المطار وداخله، حيث بلغ عدد قوات النظام بشكل تقريبي 1200 مقاتل، إضافة لما يقارب أربعين دبابة، وتسع طائرات مروحية، ليقوم الثوار بفرضِ طوقٍ عسكريٍّ على المطار مع بداية عام 2013، تمهيداً لاقتحامه، والسيطرة عليه، بمشاركة خمسة آلاف مقاتل من أبناء منّغ واعزاز وتل رفعت وحيّان والحفة في ريف اللاذقية، وثوّارٌ من محافظاتٍ سوريّة أخرى.

بدأ الثوار معارك السيطرة باقتحام الكتائب المحيطة بالمطار، والتي كانت تعتبر خط دفاع متقدم عنه، كانت أبرزها كتيبة الدبابات في العلقمية وكتيبة تل عجار وبعض النقاط العسكرية المتقدمة خارج المطار.
لم تستغرق السيطرة عليهم الوقت الطويل ليشتد الخناق على المطار وتصبح المعارك على أسواره.

كانت المعارك طوال فترة الحصار شبه يومية، تُستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة والذخائر المتوفرة لدى الثوار، في حين لم يدخر النظام جهداً في استخدام طائرات الحربية، وأبرزها ميغ ٢٣ والسوخوي بشكل يومي، إضافة لصواريخ السكود من نقاطٍ عسكريّة في دمشق، وقذائف الفوزديكا من مدفعية الزهراء غربَ حلب، وقُدِّر عدد الغارات الجوية التي استهدفت المطار ومحيطه بألفٍ ومئتي غارة، تركزت معظمها على بلدة منغ، كونها الجبهة الأوسع في المعركة ونقطة انطلاق الهجمات نحو المطار.

أهالي ريف حلب يتابعون المعارك لحظة بلحظة، فكلّ رصاصة في المطار يُسمع صداها في منازل الريف الحلبي. الذي عانى سكّانه من قصف المطار المتكرّر، والغارات الجوية المرافقة لفترة تحريره.
وشهدت مدينة اعزاز مجزرتين بقصفٍ جوّي للطائرات الحربية، كانت إحداهما في سوق الأكراد وسط المدينة، متسببة بمقتل وإصابة العشرات من سكّان المدينة.

يعتبر تحرير مطار منّغ انتهاء معركة كسر العظم بين ثوار الريف الشمالي وميليشيات النظام، في تلك الفترة، إذ استشهد في معركة المطار ما يقارب 400 مقاتل من الثوار وقُتل ما يزيد عن 800 من الجنود والميليشيات الرديفة لجيش النظام، بينهم قائد المطار، واسقط الثوار ثلاث طائرات مروحيّة ودمّروا عشرات الآليات داخل المطار.

كانت أبرز الفصائل المشاركة في المعركة هي لواء التوحيد ولواء الفتح ولواء عاصفة الشمال ولواء شرارة الشمال وكتائب البراء بن مالك وجيش المهاجرين والأنصار، الذي بايع تنظيم داعش لاحقاً.
أطلق النظام تسمية “مطار منغ الأسطورة” على المعركة التي خاضها جنوده أمام الثوار، والتي انتهت وأنهت وجود النظام في خاصرة الثورة وقتها.

وليد عثمان

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق