هل انسحب الجيش الروسي من مدينة تل رفعت والبلدات المحيطة في ريف حلب؟
هذا السؤال يثير العديد من التساؤلات والشكوك في الأوساط المحلية والإقليمية. فقد تم تداول إشاعات تفيد بأن الجيش الروسي قد انسحب من هذه المنطقة، فهل انسحب الجيش الروسي من تل رفعت ؟ حتى الآن لا يوجد أي تأكيد رسمي، أو مشاهدات حقيقية تؤكد هذه الأنباء.
في الوقت نفسه، لا توجد أي تحركات عسكرية ظاهرة للجيش التركي أو الجيش الوطني السوري في هذه المنطقة خلال الأيام الماضية. يظل الوضع ساكنًا دون تغير يذكر، وميليشيا قسد مازالت مسيطرة على تلرفعت والقرى المحيطة بها.
ورغم التوترات والاشتباكات التي شهدتها المنطقة على مرّ السنوات، إلا أن الأشهر الأخيرة لم تشهد أي تصعيد في العمليات العسكرية أو اشتباكات قوية بين الجيش الوطني السوري وميليشيا قسد.
أهمية مدينة تل رفعت
تلعب مدينة تل رفعت والبلدات المحيطة بها دورًا استراتيجيًا في منطقة ريف حلب. وتحتلّها ميليشيا قسد مع 42 قرية محيطة بها محيطة بها شمال حلب، منذ أكثر من ست سنوات. وكانت خلال السنوات الماضية تشكّل إحدى أهم قلاع الثورة في ريف حلب، ومحور الارتكاز له.
هنا يجب أن نذكر أن هذا الوضع له تأثير كبير على حياة السكان المحليين. فقد اضطروا إلى النزوح من منازلهم، ويعيشون الآن في مخيماتٍ ومناطق أخرى بعيدًا عن أماكنهم الأصلية. هذا يعزز الحاجة الماسة لأي جهود عسكرية أو سياسية لإعادة الأهالي إلى منازلهم بشكل آمن.
إشاعات متكرّرة حول انسحاب الجيش الروسي من تل رفعت
لايمكن الجزم حتى الآن بحقيقة انسحاب الجيش الروسي من تل رفعت، وإنّ ماتمّ حتى الآن هو عمليات تبديل للقوات وإعادة تموضع عسكري، خصوصاً أن هذه الشائعات لاترتبط بأي تحرّكات عسكرية ملحوظة حتى الأن.
وفي ظل هذه الأحداث والظروف الغامضة المحيطة بانسحاب الجيش الروسي وعدم وجود تصريحات رسمية بشأن معركة محتملة مع قوات قسد، يبقى السؤال مطروحًا: ما هي حقيقة ما يحدث؟ وما هي الأسباب وراء الإشاعات عن انسحاب الجيش الروسي من تل رفعت؟ وهل سيتكرّر سيناريو الإشاعات كما كلّ عام؟
الجيش التركي يصعّد عملياته ضدّ قسد، وجيش النظام السوري يعزّز قواته في تل رفعت.
عزّزت قوات نظام الأسد من قواتها في محيط مدينة تل رفعت، بعد استقدام رتلٍ عسكريّ يضمّ ميليشيات تحمل خلفيّة طائفية لمواجهة أي عمليات عسكرية محتملة في مناطق شمال حلب. ودخل رتلٌ عسكري من قوات النظام ليدم ميليشيا قسد، من خلال معبر الزيارة الواصل بين مدينة نبّل ومدينة تل رفعت، وذلك بعد ضرباتٍ جوّية نفذتها طائرات بدون طيّار تركية، قتلت العديد من جنود نظام الأسد. وحلّق الطيران الروسي في أجواء ريف حلب الشمالي خلال الأسبوعين الأول والثاني من حزيران 2023 دون تنفيذ أية ضرباتٍ جوّية.