هل يحمل آذار القادم مفاجئاتٍ أخرى في اعزاز؟
شهر آذار لايمرّ في مدينة اعزاز منذ تسع سنواتٍ بدون أن تكون الحرب وآثارها حاضرةً في المدينة.
دعونا نبدأ من عام ٢٠١١ حين بدأت قوات أمن النظام بعمليات الملاحقة الأمنية وحملات الاعتقال التي طالت عشرات الشبّان من المدينة.
في بداية آذار من عام ٢٠١١ بدأت جدران مدينة اعزاز تلمّح لثورة قريبة في المدينة كما في عموم المناطق السورية، فجدران مدرسة عمر بن الخطاب والمحدثة شهدت كتابة عبارات تطالب بالحرية بالإضافة لعبارة “اجاك الدور يادكتور” والتي سبّبت استنفاراً أمنياً واعتقال النظام للعديد من الشخصيات في المدينة من عوائل مختلفة، من الشخصيات تلك عبد الله ابو يوسف الناشط الاعلامي الذي اعتقلته قوات النظام بداية آذار عند طلوع الفجر وأحيل لفرع أمن الدولة بحلب ليخرج لاحقاً لعدم اكتمال الأدلة بالإضافة لعمر صالو وسمير احمد هبطو محمد عبود هبطو وغيرهم.
حيث كان شهر آذار من ذاك العام يشهد تحركات مكثفة للأمن وحملات مداهمة تطال جميع المشتبه بهم في الكتابة.
عام ٢٠١٢ كان أقسى وأشدّ توتراً حيث شهد نزوح جميع سكان مدينة اعزاز إثر العمليات العسكرية وقصف الطيران المروحي للمدينة نهاية شباط وبداية آذار، حينما اقتحم الجيش الحر مقرات أمن الدولة والسياسية والجنائية والسجن، وشهد آذار من ذاك العام تمركز قوات النظام على قلعة اعزاز لمنع اي تحركات للجيش الحر في المدينة التي أمست فارغة بشكل كامل من السكان.
ونزح جميع أهالي المدينة باتجاهات مختلفة كانت أبرزها مدينة حلب والريف الشرقي لأعزاز.
وشهد آذار من عام ٢٠١٣ ركوداً عامً في المدينة بعد المعارك التي أدت الانسحاب داعش حتى شرق اخترين، حيث سادت الأجواء العسكرية على المدينة حتى نهاية حزيران من ذاك العام.
اما ٢٠١٥ فشهد حركة نزوح كبيرة باتجاه المدينة عقب القصف المستمر على أحياء حلب ومعارك تحرير ادلب حيث تحولت مدينة اعزاز لوجهة رئيسية للسوريين الهاربين من نظام الأسد، كما شهدت مؤتمرات تمهيدية لافتتاح جامعةٍ في المناطق المحررة اضافة لخروج مظاهرات مستمرة تأكيداً على استمرار الثورة ضد نظام الأسد.
عام ٢٠١٦ الذي شهد سقوط تلرفعت ومنغ ووصول النظام لنبل والزهراء، كان يحمل معه كوارث إنسانية في آذار، حيث باتت آلاف العوائل منتشرة بين اعزاز ومعبر باب السلامة، إضافة لقصف يومي بالطيران الحربي على أطراف مدينة اعزاز ونزوح الآلاف من المدينة عقب سقوط معظم ريف حلب الشمالي بيد قسد.
وشهد آذار من عام ٢٠١٧ انفجار سيارة مفخخة أدت لمقتل خمسة مدنيين وإصابة العشرات قرب سوق المدينة، في حين كانت المدينة تشهد ارتياحاً نسبياً عن الأشهر الماضية التي كانت فيها معارك طاحنة على أطراف اعزاز بعد وصول تنظيم الدولة داعش لأطراف المدينة.
أما في ٢٠١٨ فشهد آذار تشكيل الشرطة العسكرية إضافة لمعارك وقصف مستمر خلال تحرير جبل برصايا الذي كان في آذار إضافة لتحرير قطمة وكفرجنة وتأمين محيط اعزاز شمالاً وغرباً وتأسيس عدة دوائر خدمية بينها المياه وعودة المؤسسات التعليمية للعمل إثر بدء الإدارة التركية تنظيم عمل المؤسسات فيها.
عام ٢٠١٩ شهد آذار شهد بداية عمل شركة الكهرباء بعد انقطاع دام لخمس سنوات وافتتاح مؤسسات جديدة في المدينة.
ومع آذار ٢٠٢٠ تستمر أزمة محيط المدينة، إذ لم تكن مدينة اعزاز بمأمن على كافة حدودها منذ تحريرها، فلازالت التهديدات تلاحق المدينة من أطرافها الجنوبية بقصف واشتباكات.
كما ازدادت أزمة السكن إثر موجات نزوح لم تشهدها المناطق المحررة من قبل، فباتت أطراف المدينة تزدحم بالمخيمات نظراً لعدم توفر المنازل التي يمكن أن تستوعب الآلاف من النازحين من ريف ادلب وحلب الغربي.
كما شهدت المدينة في آذار من هذا العام انطلاق عدة فرق تطوعية لسدّ حاجة المجتمع من نقص للمساعدات فكان هناك فريق أثر وخطوة وأمد وشباب اعزاز وبصمة وضيوف كرام وحملة اهلنا نحن معكم.
ويعدّ آذار في عام ٢٠١٢ و ٢٠١٦ أقسى مراحل الحياة في حقبة تمتد منذ عشر سنوات، اذ شهدت تلك الفترات معارك أدت لتشكيل خريطة المنطقة وترسيم ملامحها.
فهل يحمل آذار القادم مفاجئات أخرى؟
عبد القادر ابو يوسف – مكتب اعزاز الاعلامي