تقنية

التسوّل الإلكتروني وغسيل الأموال، Tiktok بوّابة جديدة.

لم تعد السيدة البكماء طالبة الصدقة الوحيدة على برنامج تيك توك، فالتطبيق الذي عدّه البعض منذ بدء انتشاره تطبيقاً تافهاً مروّجاً للرذيلة، أصبح محطة يتسوّل من خلالها العشرات دعماً أو على شكل “stickers” أو هدايا رقمية، يقومون باستبدالها بمبالغ مالية، بعد حسابٍ طويل يعود فيه حوالي نصف القيمة للتطبيق الصيني المشهور.

عشرات الحسابات لأناس بسطاء من خيام اللجوء والشتات، يفتحون بثّاً مباشراً يطلبون من خلاله الإعجابات والهدايا التي تصل قيمة بعضها مئات الدولارات.
فالتطبيقُ الذي كنا نظنّه مكاناً مناسباً لنقضي فيه وقت مليئاً بالضحك والسخرية والنساء الجميلات، أصبح يشبه ما نشاهده يومياً في الشوارع من الضحك إلى التسول إلى أحاديث الدين والخلافات والاختلافات السياسية والثقافات والتفاهات والاغاني ….

فما هو تطبيق التيك توك؟
أُطلق تيك توك في عام 2017 المعروف في الصين باسم دوين Douyin ، والذي طُرحَ في الأصل في السوق الصينية في سبتمبر 2016 بشكل خدمة شبكة اجتماعية لمشاركة الفيديو، مملوكة لشركة بايت دانس الصينية تُستخدم المنصة الوسائط الاجتماعية لإنشاء مجموعة متنوعة من المقاطع المرئية القصيرة، مثل الرقص والكوميديا والتعليم، والتي تتراوح مدتها من 3 ثوانٍ إلى ثلاث دقائق.

كيفية الربح على تيك توك:
يتم الربح وكسب المال من برنامج التيك توك من خلال:
1- خاصية تمويل صنّاع المحتوى من تيك توك.
2- الترويج لقنوات أخرى.
3- الترويج للمنتجات والخدمات.
4- بيع منتجاتك الخاصة.
5- البث المباشر، يمكنك أيضًا كسب المال من خلال البث المباشر، حيث يوجد العديد من المعجبين هم على استعداد للدفع أثناء البث، وشراء الهدايا، التي يمكنك تحويلها إلى أموال حقيقية بعد خصم عمولة مالكي التطبيق.

وعلى الرغم من أنّ هذه الطريقة يستخدمها المبتدئون عادةً، إلا أنّ الكثير من الأشخاص على Tik Tok يستخدمونها، ومن النتائج السلبية لهذه الطريقة أنّها ضخمة والعائد منها منخفض نسبيًا، ويعتبرها الكثيرون نوعًا من التسول الإلكتروني.

هل هذا فقط؟!
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطبيق تيك توك بالتجسس على الأمريكيين وتم حظر البرنامج في كلٍ من باكستان وأندونيسيا والهند لأسباب أخلاقية تارة، وأمنية تارةً أخرى، ولكن لماذا تم التعامل مع البرنامج بهذه الطريقة؟
حسب تقارير فإن تطبيق تيك توك كان منصة مهمّة جداً لغسيل الأموال، ولعمليات تحويل مبالغ بطريقة غير شرعيّة، فيمكن لأي شخصٍ حول العالم – بالاتفاق مع شبكة علاقات – أن يقوم بتحويل مبالغ مالية لشخص ما عبر شراء الهدايا لمشتركين، وبإمكان هؤلاء أن يقوموا بإعادة إرسالها إليك.

طبعاً في حالة غسيل الأموال لا تعتبر خسارة جزء من المال خسارة فعلية، لأن المال كله لا يعتبر شرعيّاً حينما يأتي من مصادر كسب غير مشروعة.

ليس برنامج تيك توك فقط من يتيح هذا الأمر، فالكثير من مواقع التواصل المجتمعي وتطبيقاتها الحديثة تعطي هذا المزية، ولكن مجانيّةُ وانتشار وشهرة تيك توك تضعه في قمّة هذه التطبيقات للكسب غير الشرعي.

وأخيراً، قد لا يتّفقُ الجميع على خطورة ومحددات نشر الفسوق والرذيلة والحلال والحرام، ولكن على الجميع الحذرُ من أن يكون هذا البرنامج وغيره من برنامج التواصل المجتمعي وسيلة لإيصال رسائل أمنية من مناطق هي مخترقة مسبقاً لحدود قياسية، وربما يمكننا القول أن الأخطر من ذلك أن يكون هذا البرنامج وسيلة لسهولة التجنيد وإيصال الأجور والمكافئات لعمليات اختراق أمنية وأخلاقية تؤثر على مناطقنا بشكل كبير.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق