اجتمعت فصائل الفيلق الثالث وكتائب تجمّع الشهباء في إدارة الشرطة العسكرية، مساء اليوم، للاتفاق على وقف الاشتباكات وإنهاء الخلاف الحاصل في مدينة أعزاز.
الاتفاق الأولي كان على إيقاف الاشتباكات وإنهاء الاستنفار، وتكليف الشرطة العسكرية بالتحقيق في القضايا العسكرية، والاقتتال الذي حصل في المدينة، ومعرفة خلفية الاقتتال.
الاجتماع حملَ مطالب الطرفين لإنهاء الاستنفار وإيقاف الاشتباكات، بينها مطالبة عاصفة الشمال بتسليم قتلة الشاب هاني دلحة للشرطة العسكرية، وإخراج الفصائل التابعة لتجمع الشهباء من مدينة أعزاز.
فيما طالب تجمع الشهباء بمعرفة مصير مفقودين خلال الاشتباكات، اتّهم فصائل الفيلق الثالث باحتجازهم، ومطالبة فصيل صقور اعزاز بالتحقيق في تفاصيل الهجوم على مقرّاته.
وجاء الاجتماع عقب اشتباكات عنيفة حدثت صباح يوم الثلاثاء بين فصائل الفيلق الثالث “عاصفة الشمال” وكتائب من تجمع الشهباء “كتيبة المثنى – صقور اعزاز”.
فيما توفّي الشاب هاني دلحة من عاصفة الشمال بعد ساعاتٍ من إصابته خلال فضّ الاشتباك بين كتيبة المثنى ومجموعات من حيان، وأصيب نحو ستّة آخرون بجروح متفاوتة، بينهم مدنيون.
بدايةُ الاشتباكات:
بدأت المشكلة بمشاجرة في مخيم ملهم الواقع على طريق قرية نيارة، شرق اعزاز، بين شبّان من حيّان وعناصر حراسة المخيم التابعين لكتيبة المثنّى، وتطورت المشاجرة لاستنفار عسكري لمجموعاتٍ عسكرية من حيان، هاجمت كتيبة المثنّى. واشتبكت معها في مدينة أعزاز.
تدخّلت فصائل الفيلق الثالث بدايةً لفضّ الاشتباك، حسب ماذكرت مصادر عسكرية في الفيلق الثالث، وتطورت الأحداث لاشتباكٍ مباشر بينها وبين كتائب تجمع الشهباء المتواجدة في اعزاز، اتهمت خلالها فصائل الفيلق الثالث تجمع الشهباء بقتل أحد عناصر فضّ الاشتباك.
وانتهى الاشتباك بتدخّل قواتٍ من الفيلق الثاني في الجيش الوطني لفضّ النزاع، صباح الثلاثاء، تمركزت في المحلّق الشرقي وقرب المؤسسة الأمنية، ومناطق أخرى في المدينة.
وتعرّضت العديد المنازل والمحال التجارية في المدينة لأضرار مادّية جراء الاشتباكات العنيفة التي وقعت صباح يوم الثلاثاء، كما تعرّضت بعض الخيم للحريق في نقاط الإيواء شرق المدينة.
خلفيات الاقتتال العسكري:
يتّهم الفيلق الثالث تجمع الشهباء بالتبعية والتنسيق مع هيئة تحرير الشام، للسيطرة على المنطقة، وتعتبرُ أنّ كتائب تجمع الشهباء ذراع عسكريّ للهيئة، في مواجهة الفيلق الثالث، خصوصاً بعد انفصال بعض الكتائب عن الفيلق الثالث في اعزاز وانضمامها لتحالف تجمع الشهباء.
وتعتبر كتائب “المثنى – صقور اعزاز” المنضوية في تجمع الشهباء أن التجمع مستقل عن الهيئة، ولايتبع لها، وأن التنسيق هو لتوحيد الجهود العسكرية ضدّ نظام الأسد وميليشيا قسد، دون وجود نوايا لهم بمهاجمة الفيلق الثالث، أو السيطرة على المدينة.
وبدأت الخلافات العسكرية تظهر في المنطقة عقب هجوم هيئة تحرير الشام على المنطقة، وسيطرتها على عفرين وصولاً لبلدة كفرجنة غرب اعزاز، بعد اشتباكات دامت أياماً مع الفيلق الثالث، وذلك مطلع العام الجاري.