مكتب أعزاز الإعلامي

“نصر بلا ثأر”.. ووعود بتوظيف الثوار ضمن الدولة الجديدة.

في حوار شامل من أعزاز، يتحدث الدكتور أحمد موفق زيدان، المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية، عن رؤية الدولة السورية في مرحلة ما بعد النصر. يناقش المقال التحديات الاقتصادية والإدارية في عملية إعادة الإعمار، ودور الكفاءات المحلية في بناء مؤسسات الدولة، وآفاق التعاون الدولي ضمن سياسة سوريا الجديدة لفتح آفاق العلاقات مع مختلف الأطراف.

استقبلت مدينة أعزاز الدكتور أحمد موفق زيدان، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية، حلَّ ضيفاً على جلسة حوارية نظمتها إدارة منطقة اعزار، تحت عنوان “تطورات الوضع المحلي والدولي وتحديات ما بعد النصر في سوريا”.

في بداية حديثه،كشف زيدان أن الرئيس السوري طلب منه شخصياً التوجه إلى أعزاز وعفرين، مؤكداً أن أعزاز هي أول مدينة سورية يدخلها بعد تحريرها. واصفاً مشاعره: “منذ غيابي عام 1981، كانت أعزاز أول مدينة أدخلها بعد الثورة. رأينا كيف كانت مقبرة الدبابات والبطولات والثوار”.

رؤية الدولة: نصر بلا ثأر
أكد زيدان في الندوة التي أقيمت في مدرج جامعة حلب الحرة بأعزاز، أن رؤية الدولة تقوم على مبدأ “نصر بلا ثأر”، قائلاً: “ننظر لبعضنا بعين الدولة. البوصلة الحقيقية اليوم تتمثل ببناء الدولة، وأي شيء يعيق بناء الدولة يطيح بدماء الشهداء وما بذله هؤلاء الشهداء”.

إشكالية التهميش وإدارة الكفاءات:
ورداًعلى سؤال حول تهميش ثوار ريف حلب وعدم إعطائهم دوراً في عملية البناء بعد التحرير، اعترف زيدان: “نحن لم نُفعّل دور الكثير من الكفاءات الثورية، صحيح، البعض يقولها، والحل هو الصبر والمصابرة على بعضنا، وهو مفتاح تثبيت هذه الدولة”.

التحديات الاقتصادية.. إرث النظام البائد:
شدد مستشار الرئيس السوري على وجود تحديات اقتصادية ضخمة تواجه بناء الدولة، موضحاً: “الاقتصاد هو من يحرك الأمور كلها: السياسية والاجتماعية. نحن ورثنا لانظام من النظام البائد. لانزال بمرحلة رفع انقاض مؤسسات الدولة بسبب ما فعلته العصابة الأسدية”.

الموظفون والشبيحة.. معضلة إدارية:
حول كثرة الموظفين “الشبيحة”في المناطق المحررة حديثاً، أوضح زيدان: “على الصعيد البيروقراطي، أمرٌ صعب فصل عدد كبير من الموظفين لأنه سيسبب خلل إداري. فصل الكثير منهم ولو كان تعيينه يشوبه أمور سيسبب مشاكل اجتماعية تواجه عمل الإدارات المحلية”.

مستقبل الثوار في الدولة الجديدة:
أكد زيدان أن”العزل المجتمعي للشبيحة أهم من قضية العزل السياسي، وهذا دور الجميع يجب أن يقوم به”، واعداً بـ”إيجاد مناصب مناسبة للإخوة الثائرين حسب تخصصاتهم”، ومستشهداً بتجربة أفغانستان حيث “نفس الشكوى تكررت من الذين شاركوا بالتحرير وقالوا حُرمنا بعد أن أصبحت الدولة محررة، وبعد وقت كل أحد أصبح يأخذ دوره”.

زيارة زيدان لأعزاز مثلت رسالة واضحة من الدولة السورية للمناطق المحررة، تحمل في طياتها اعترافاً بالتحديات، ومطالبةً بالصبر، في وقت لا يزال فيه المواطنون ينتظرون ترجمة هذه الوعود على أرض الواقع، بينما تستمر معاناة الاقتصاد وتبقى قضايا التوظيف والإدارة من أكبر التحديات في مرحلة ما بعد النصر.

Exit mobile version