مُهمّشون وقت السِلم، طلّاب المُحرّر يطالبون بحقوقهم.
"لولا الرواتب المضاعفة في المحرر لما رأينا أي أحد من طلاب النظام في المناطق المحررة، فأين كان الطبيب منهم عندما كانت النقاط الطبية تقصف والكوادر الطبية في قلة؟
بعد إيقاف وزارة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة الاعتراف بالشهادات الصادرة عن نظام الأسد بعد عام 2016 في المناطق المحررة، أكدت مديرية التربية والتعليم أنها لن تعترف بشهادات طلاب الثانوية العامة التي تصدر في مناطق سيطرة النظام السوري، بحسب ما أعلن مدير المكتب الإعلامي للمديرية مصطفى الحاج علي.
و يشهد الشمال السوري حالات متكرّرة، يتم فيها توظيف من لديهم شهادات صادرت عن نظام الأسد، في حين يرفضُ المجتمعُ المحلي توظيفَ حَديثي التخرُّج من جامعات النظام في مناصبَ داخل المناطقِ المحرّرة ، إذْ يحوي الشمالُ السوريّ المحرّر جامعاتٍ حكوميّة ترفد المنطقة باختصاصاتٍ مختلفة.
هبة الأحمد إِحدى طالباتِ كليّة اللغةِ الإنكليزيّة في جامعةِ إدلب تقول:
منذُ بدايةِ التحاقي بجامعات المناطقِ المحرّرة، لم تخلُو جلسةٌ تحوي على موالينَ لنظامِ الأسد إلّا وقدْ حاولوا بثّ اليأس بِداخلي عبر أسئِلتهم المُحبِطة مثل:
_ما الفائِدة من شهادةٍ غير معترفٍ بها؟!
_ألّا تشعرينَ أنّ تعبكِ سيضيعُ سُداً؟!
_ماذا لو سيطرَ النظامُ على هذه المناطق، هل ستصبحين بدون شهادة؟!!
لم يتركوا سبيلاً لإحباطنا والتقليلِ من شأنِ دراستِنا إلّا وسلكوه، لذا لا يُمكن وبأيّ شكلٍ أن تتمّ مساواةُ خريجي نظامِ الأسد بأبناءِ الثورة، وإن كان وتمتِ المساواة وتمّ قبول شهاداتهِم فلن يكونَ ذلك إلّا خيانةً للثورةِ وآمالِها.
وأضافت لمى حمود إحدى طالبات الإرشاد النفسي في جامعة حلب في المناطق المحررة:
“لا أعتقد أنه من المنطقيّ أن نقبل توظيف الطلاب القادمين من مناطق نظام الأسد لدينا، فهذا ليس إلا اعترافا بشرعية حكومته، وهو أمرٌ مرفوضٌ رفضاً كاملاً بعد التضحيات التي قدمها شباب الثورة السورية في سبيل الحرية، وبعد الإنتهاكات التي قد قام بها نظام الأسد تجاه التعليم من قصف ومجازر”.
وعلّقَ احمد بكور، أحد الخرّيجين الأوائل لمعهد إعداد المدرسين في جامعة ادلب:
“أرى أن أبناء المناطق المحررة أحقُّ بفرص العمل فلا يمكن مقارنة من ضحى وتمسك بالثورة كقضية بطالب تخرج من منظومة الأسد التعليمية، ولا يوجد حتى مجال للمقارنة بأي شكل”
وأضاف البكور: “إن نظام الاسد كذلك لا يعترف بالشهادات الصادرة عن المناطق المحررة، لا وربما يعتبرها جريمة أو إدانة لذنبٍ أو إرهاب، ولا يوجد عمل لخريجي المناطق المحررة في مناطق نظام الاسد عبر شهاداتهم التعليمية، أعتقد أساساً أنه لا يوجد من يودُّ العمل في مناطق سيطرة النظام حيث الراتب الشهري يقل عن 50 دولاراً في أحسن الأحوال”.
مصطفى شعبان أحد طلاب المعهد الطبي في جامعة النهضة يرى أن من لم يخدم وطنه وقت الحرب فلا حقّ له في سيادته وقت السلم، حيث قال:
“لولا الرواتب المضاعفة في المحرر لما رأينا أي أحد من طلاب النظام في المناطق المحررة، فأين كان الطبيب منهم عندما كانت النقاط الطبية تقصف والكوادر الطبية في قلة؟
أين كان هذا الطبيب عندما خطنا الجروح بأدوات بدائية ودون مخدر بسبب قصف وهمجية نظام الاسد؟
عبرنا الدرب الى الحرية بمفردنا ولن نرضى ان يشاركنا فيه مؤيدو الاسد ووحشيته.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الشمال المحرر في الفترة الأخيرة حملة تصعيدٍ بعد انتشار أخبار مضمونها توظيف خريجين من جامعات النظام في أماكن حساسة، بعضها داخل الحكومة المؤقتة، تحت هاشتاغ #سوق_العمل_في_المحرر_أولى_بطلابه.
فيما أصدرت بعض المجالس المحلية في الشمال السوري كبلدية السلامة -سجو- سابقاً قراراً بوقف توظيف خريجي جامعات النظام لعام 2016
في المؤسسات الرسمية والمنظمات الموجودة في المنطقة، كما أصدر المجلس المحلي في مدينة اعزاز أصدر قراراً ينص على عدم توظيف من تخرج من جامعات النظام في الأعوام الأربعة السابقة.
مكتب أعزاز الإعلامي